أنا وأنا
عجبا لهذه الدنيا ... تأخذ ما تشاء من الأنسان ولا تعطيه ما يشاء أنوع من العناد هذا؟...أم كراهية؟...أم أن الأنسان لا يستحق ما يريد أم ماذا؟
لا أدرى هل أحب هذه الحياة أم أكرهها!... لست راضيا عنها وفى الوقت ذاته أحسها دنيا من الممكن أن تكون جميلة ولكن سرعان ما يفتر هذا الأمل داخلى ..... لما كل هذه الحيرة أحقا جميله الحياة ؟ّ ولكن لما كل هذه الجروح؟..... حاولت الحديث إلى نفسى ... ليس جنونا وإنما إحتياج إلى شخص يسمع ويرد على ما أقول، فلم أجد بعد ربى سواى ... فوجدتنى أمام المرآه فى غرفتى المغلقه ليس بها سواى .
ولكن عجبا ! فلم أرى وجهى فالمرآه ولكنى رأيت وجه راح تظهر تدريجيا حتى وضحت معالمها . صورة لشخص كهل ، شاخ وراح الشعر الابيض كالفيضان يهاجم شعر رأسه حتى صار أبيض ذو لون غريب يوحى بالحزن والإكتئاب ، ووجدت هذا الكهل ينظر إلى كأنه شخص حقيقى يسمع ويرد علىّ ما أقوله .... فسألته ..من أنت؟ قال لى ؟؟ ألا تعرفنى ... قلت لا .. وكيف لى أن أعرفك وانا لم أراك من قبل ؟ ... ولكنى أجدك مألوف علىّ وليس غريب أشعر تجاهك بشئ غريب ولكنه قوى أشعر أنك جزء منى وكررت عليه سؤالى .. من أنت؟..... فسكت لبرهه ثم رد علىّ قائلا :لا إنما أنا هو أنت.. وأنت أنا ..... قلت متعجبا :ولكنى لم أشيب بعد لا زلت شابا ، فكيف لنا أن نكون سيان ؟! ... فأجابنى بكل هدوء وقد أرتسمت على وجهه إبتسامه خفيفه تنم عن البساطه والإرتياح أنه أنا ولكن من الداخل !... أى أنه أنا ولكننى انا الجسد وهو الروح والقلب وليس الجسد . قلت: أهذا يعنى أنى من داخلى شيخا ؟.. قال : نعم ...قلت: ولماذا؟ ..قال : كيف تجد ما عشت من سنين؟ ... فكرت قليلاثم قلت أجدها طويله مظلمه موحشه حزينه يتخللها آثار لفرح مات من قبل أن يولد... قال:أصبحت دهور شاخ فيها قلبك وروحك ولا زلت فى ريعان صباك فى دنيا لا تعطيك ما تشاء ... قلت:وهل من الممكن أن تعود إلىّ شابا مرة أخرى أم فات الأوان؟ ... فرد علىّ قائلا : لم يفت الأوان ولكن أصبح من الصعب قليلا، ولكن ليس مستحيلا... وسرعان ما سألته: كيف؟...قال: أنظر إلىلما أنت عليه ستجد اللأجابه .. قلت: لا أفهم فسر ما تقول فنظر إلىّنظرة أمتزج فيها الحزن بالأسى والحسرة والندم ،ثم بدأت الصورة تختفى وتتلاشى فقلت له: إلى أين أنت ذاهب ولكن للأسف اختفى ولم أجده . فأنزعجت كثيرا ورحت أفكر فىما قاله وأتسال كيف لى أن أجد حل هذا اللغز فى هذه الدنيا ؟........ورحت فى تفكير عميق وراح قلى فى حيرة ودوامه من التساؤلات ليس لها نهايه ،حتى كاد ينفجر. فرحت أوقظه مما هو فيه لأجد نفسى ما زلت أمام المرآه ، ولكنى هذه المرة رأيت وجهى بشكلى المألوف شابا. فنظرت فالمرآة ،ثم ذهبت من دون أن أتكلم ثانيا لأن ما أرتسم حينها على المرآه ليس من أرغب حديثه...........!